أشعلت زيارة رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني إلى ولاية شرناخ في كردستان تركيا أزمة سياسية حادة داخل أنقرة، بعدما تسببت بمواجهة سياسية غير مسبوقة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحليفه رئيس حزب الحركة القومية، دولت باهتشلي، الذي وصف الزيارة بأنها "عار واستعراض غير مقبول".
وقال باهتشلي في تصريح شديد اللهجة إن "بارزاني حوّل زيارته إلى استعراض، وإنه لعار تام أن يتجول جنود بزيّ أجنبي على أرض أمتنا ببنادق بعيدة المدى، فالدولة التركية تمتلك السلطة والقدرة والكفاءة اللازمة لحماية أي زائر".
وكانت الصور التي ظهر فيها بارزاني محاطاً بعناصر البيشمركة المسلحين وهم يتجولون في شرناخ قد أثارت موجة غضب واسعة لدى الرأي العام والسياسيين في تركيا، ما دفع الرئيس أردوغان إلى توجيه الجهات المختصة بفتح تحقيق عاجل في الحادثة وتعيين مفتشين لمراجعة تفاصيلها.
وقال المحلل السياسي التركي كنان أيدن إن "الامتعاض الذي شهدته تركيا جاء لأن هذه المشاهد نادرة جداً داخل الشوارع التركية، فقلّما يزور البلاد شخص محاط بحماية عسكرية خاصة به، لذلك استفزّ هذا المشهد العديد من الساسة".
وأعادت الحادثة الجدل حول مستقبل عملية السلام بين الحكومة التركية والأكراد، والتي يفترض أن تقوم على مبادئ التآخي والديمقراطية، فيما يرى مراقبون أن ظهور قوات كردية مسلحة داخل الأراضي التركية يمثل تحدياً واضحاً لأنقرة، التي ترفض وجود أي فصيل كردي مسلح داخل حدودها.
وتبقى عملية السلام محاطة بالشكوك، وسط اتهامات متبادلة بعدم الالتزام ببنودها رغم مرور سنوات على الإعلان عنها.