أكد السفير الإيراني في العراق، محمد كاظم آل صادق، اليوم السبت، أن الثورة الإسلامية في إيران قد انتصرت قبل أربعين عامًا بفضل تضحيات الشعب الإيراني، لتصبح نقطة تحول كبيرة في تاريخ البلاد والديمقراطية تحت شعار الاستقلال والحرية.
وقال آل صادق، في كلمة له بمناسبة اليوم الوطني الإيراني وحضرها مراسل "وكالة فيديو الإخبارية": "قبل أربعين عامًا انتصرت الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني قدس سره وتضحيات الشعب الإيراني لتصبح نقطة تحول في تاريخ إيران والديمقراطية تحت شعار الاستقلال والحرية واجتمعنا اليوم لإحياء هذه الذكرى".
وأضاف: "منذ الأيام الأولى لانتصار الثورة فرضت علينا عقوبات لا إنسانية وقاسية إلى جانب حرب طاحنة فرضها صدام حسين على الشعبين والبلدين، ولكن رغم كل هذه الصعوبات فإن إنجازات هذه الثورة استمرت ولم تتوقف يومًا، وان الجمهورية الإسلامية الإيرانية أصبحت اليوم رائدة في مختلف مجالات العلوم والتكنولوجيا وتستمر في مسيرتها بإرادة الله وعونه بقيادة الإمام الخامنئي، وبدعم الشعب الإيراني".
وتابع: "أن من أبرز إنجازات الصناعة النووية الإيرانية هو استخدامها في مجالات عدة مثل إنتاج الأدوية المشعة وتشخيص أنواع مختلفة من السرطان والأمراض المستعصية، وبالإضافة إلى ذلك، فإن إيران تحتل المرتبة الخامسة عشرة عالميًا من حيث الإنتاج العلمي، كما أننا في المرتبة الرابعة عالميًا في إنتاج علوم النانو".
وأشار آل صادق إلى أنه: "اليوم تعد الجمهورية الإسلامية الإيرانية القوة العسكرية الثالثة عشر في العالم، والرابعة عشر في القدرة على تصنيع الطائرات بدون طيار، وهي خامس أكبر دولة في العالم في إنتاج الطائرات بدون طيار القادرة على التهرب من الرادارات، وعاشر أكبر دولة في إنتاج الغواصات في العالم".
كما أكد: "لقد دخلت الثورة الإسلامية في إيران الآن مرحلة جديدة من البناء الحذر القائم على القيم الإسلامية الإيرانية وفي هذه الفترة تم الجمع بين السياسة الخارجية المبنية على الكرامة والحكمة والمصلحة، إذ أن الثورة الإسلامية منذ بدايتها وحتى اليوم كانت شجاعة في مواجهة الظالمين والمستكبرين، ودافعت عن المظلومين والمضطهدين".
وفيما يتعلق بإسرائيل والمقاومة، قال آل صادق: "إن هذه الأفعال اللا إنسانية التي ارتكبها الكيان الصهيوني في غزة بحق النساء والأطفال والشعب الفلسطيني الأبرياء تشكل مثالاً واضحًا على جرائم الإبادة الجماعية واهانة القانون الدولي، ولقد شهدت المنطقة تطورات هامة في هذا السياق، حيث استغل الكيان الصهيوني الوضع الإقليمي ليرتكب مجازر مروعة ضد الفلسطينيين في قطاع غزة".
وأوضح "إن فشل الكيان الصهيوني في تحقيق أهدافه في غزة، وخضوعه لوقف إطلاق النار، هو دليل على قوة المقاومة في المنطقة وقدرتها على التصدي للعدوان، وإن المقاومة في المنطقة متجذرة في معتقدات الشعوب، والمسار الذي تسلكه المقاومة يشير إلى مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا".
وفيما يتعلق بالعلاقات الإيرانية-العراقية، قال آل صادق: "إن العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية العراق تستمد قوتها من روابط تاريخية وثقافية قوية تتنامى باستمرار، حيث ترتكز السياسة الإيرانية تجاه العراق على ثلاثة مبادئ: حماية وحدة العراق، الأمن والاستقرار، والتنمية الاقتصادية".
وأضاف: "لقد أظهرت المشاورات السياسية والأمنية المستمرة بين مسؤولي البلدين خلال الأزمات الإقليمية إرادة الدولتين في التعاون والتنسيق على جميع الأصعدة، وكما أن الدعم المتبادل بين البلدين لا يمكن أن تتأثر به أطراف ثالثة".
وأوضح قائلاً: "المستقبل سيكون للشعبين الإيراني والعراقي، وأواصر الصداقة بين البلدين ستظل قوية بفضل التعاون الأخوي بينهما".
وفي الختام، شكر آل صادق الحكومة العراقية والشعب العراقي على استضافتهم الكريمة، وأثنى على التعاون الأخوي بين البلدين، كما شدد على أهمية زيارة الأربعين، قائلاً: "إن زيارة الأربعين هي الحدث الروحي الأبرز وأكبر تجمع بشري في العالم، والذي يعبر عن ارتباط الشعبين الإيراني والعراقي بقيمهم المشتركة، ويعكس تقدير إيران الكبير للشعب العراقي وتعاونهم المستمر".