من فريق "الدهن الحر" إلى عالم السياسة.. كيف بنى الحلبوسي إمبراطورتيه؟

كاتب 6 16/02/2025 - 10:36 AM 628 مشاهدة
# #

بين الحين والأخر تتصدر إحدى الحلقات التليفزيونية المسجلة قبل أكثر من 15 عامًا مضت، والتي يظهر فيها رئيس البرلمان المقال ورئيس حزب تقدم، محمد الحلبوسي، الترند في العراق مما يثير ردود أفعال اغلبها كانت ساخرة، من رواد مواقع التواصل الإجتماعي، تناولت تعريف الحلبوسي في الحلقة الرمضانية بأنه "نجم فريق الدهن الحر".
المقطع المصور، نشرته الإعلامية شيماء عماد، مجتزءًا من حلقة كاملة لبرلنامج كانت تقدمه على قناة "البغدادية" قبل سنوات، ويظهر في مقطع الفيديو الحلبوسي الذي كان قد شارك البرنامج كأحد المساهمين في تقديم "يد العون" لعائلة عراقية تعيش في الأردن، خلال شهر رمضان."
وقالت شيماء عماد، معلّقة على الفيديو بعد نشره، في صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إنه " لا أعلم من هو محمد الحلبوسي، أكثر من المعلومات السياسية والشخصية التي قدمته للعراقيين، ونشرتها المواقع الإخبارية عند تسنمه المنصب (رئيس البرلمان حينها)".
وأوضحت، أن "فكرة البرنامج كانت تعتمد على الجمع بين العوائل العراقية المهاجرة، وتقدم المساعدة لهم من جهتين، الأولى القناة والثانية من عراقي ميسور"، حتى بدأت موجة الردود على "العراقي الميسور" محمد الحلبوسي، الذي أصبح رئيسًا للبرلمان آنذاك.
ذكرت مقدمة البرنامج شيماء عماد، أثناء الحلقة، أن "محمد، هو نجم فريق الدهن الحر"، فاجتزأ رواد مواقع التواصل الاجتماعي الكلمة وأخذوا بالتعليق ساخرين، فيما ندب بعضهم حظه لكونه لم يصل لما وصل إليه رئيس البرلمان، في إشارة إلى حظ الحلبوسي الكبير".

فيما تم تناقل الفيديو على نطاق واسع داخل مواقع التواصل الاجتماعي، وحمل وسم "هاشتاك"، "#الحلبوسي_الدهن_الحر، حاصدًا آلاف التعليقات ومئات المرات من إعادة النشر.
ويعتبر محمد الحلبوسي، سياسي عراقي، شغل منصب رئيس مجلس النواب لدورتين متتاليتين منذ 15 أيلول 2018، الى أواخر 2023، إذ خرج من البرلمان إثر قضية تزوير، ابقته رئيسا لحزبه فقط.
المولد والنشأة
ولد محمد ريكان حديد الحلبوسي الدليمي في الرابع من كانون الثاني 1981 في قضاء الكرمة بمحافظة الأنبار ذات الأغلبية السنية.
الدراسة والتكوين العلمي
حصل على شهادة البكالوريوس في الهندسة المدنية من الجامعة المستنصرية عام 2002، وماجستير في الهندسة من الجامعة نفسها عام 2006، وكان عنوان موضوع الرسالة "نمذجة صراع مركبات المشاة في الشارع الشرياني باستخدام نهج المحاكاة".
نال شهادة "أوشا" (OSHA) للسلامة المهنية، التي تسلم في الولايات المتحدة تحت إشراف وزارة العمل، وكذلك دبلوم الإنجليزية من مركز التطوير بالجامعة المستنصرية، وشهادة التحكيم الهندسي من اتحاد المهندسين العرب.
وهو عضو في نقابة المهندسين العراقيين منذ عام 2002، وأيضا عضو في اتحاد رجال الأعمال العراقيين منذ عام 2012.
الوظائف والمسؤوليات
بعد تخرجه، أسس الحلبوسي شركة "الحديد المحدود"، ونفذ عددا من مشاريع البنية التحتية بالفلوجة (كبرى مدن الأنبار)، أبرزها بشكل خاص تصميم وتنفيذ منظومة الصرف الصحي في الفلوجة.
الحلبوسي متزوج وله عدة أولاد، وفي الفترة التي سبقت دخوله عالم السياسة كان كثير التنقل بين بغداد والعاصمة الأردنية عمّان.
التجربة السياسية
بدأ الحلبوسي مشواره السياسي عبر المجالس البلدية والمحلية في الأنبار، وكان عضوا في حزب الحركة الوطنية للإصلاح والتنمية (الحل) بزعامة رجل الأعمال جمال الكربولي.
انتقل بعد ذلك إلى الواجهة السياسية ضمن صفوف ائتلاف "متحدون" للإصلاح، ومن خلال النقلة الأخيرة تمكن من الوصول إلى البرلمان.
وفي أول انتخابات برلمانية منذ الانسحاب الأميركي عام 2011، وثالث انتخابات منذ الغزو الأميركي عام 2003، فاز الحلبوسي بمقعد في البرلمان عن دائرة محافظة الأنبار بانتخابات نيابية في 30 نيسان 2014، وأعلنت نتائجها في 19 مايو/أيار من العام نفسه.
وخلال وجوده في البرلمان بين عامي 2014 و2017 شغل عضوية عدد من اللجان البرلمانية مثل لجنتي حقوق الإنسان والمالية.
في يوليو/تموز 2017، تمت إقالة صهيب الراوي من منصب محافظ الأنبار، بعدها بأيام قلائل وتحديدا في 29 أغسطس/آب 2017، تم انتخاب الحلبوسي خليفة له ليستقيل من البرلمان ويتفرغ لمنصب المحافظ الذي استمر فيه حتى انتخابه مرة أخرى نائبا، بعد أن قاد قائمة "الأنبار هويتنا" بالانتخابات التشريعية.
وفي 15 سبتمبر/أيلول 2018، تم انتخاب الحلبوسي لرئاسة البرلمان ليكون أصغر رئيس برلمان في تاريخ جمهورية العراق، حيث كان عمره آنذاك 34 سنة، وكان أيضا أول من يعاد انتخابه في البلاد رئيسا للمجلس النيابي.
وتقضي التوافقات السياسية في العراق أن يكون رئيس مجلس النواب سنيا ورئيس الحكومة شيعيا ورئيس الجمهورية كرديا، كما تقضي بأن يكون نائبا رئيس مجلس النواب من المكونين الشيعي والكردي.
الحلبوسي انتخب للمنصب بأغلبية 169 صوتا من أصل 298. وفي 12 سبتمبر/أيلول 2019 تأسس "حزب تقدم" رسميا بقيادة الحلبوسي وعلي فرحان الدليمي ويحيى المحمدي، وأعلن هويته بأنه "تشكيل سياسي ليبرالي مدني ركيزته الأساسية الهوية العراقية، يؤمن بمدنية الدولة واحترام حقوق الإنسان".
وفي الانتخابات البرلمانية في أكتوبر/تشرين الأول 2021، حل تحالف "تقدم" ثانيا (37 مقعدا) بعد الكتلة الصدرية بزعامة مقتدى الصدر.
وفي التاسع من يناير/كانون الثاني 2022، انتخب مجلس النواب الحلبوسي رئيسا للمرة الثانية على التوالي، بأغلبية 200 صوت من أصل 228، مقابل 14 صوتا لمنافسه محمود المشهداني، وعُدّت 14 بطاقة اقتراع باطلة.
خاض الحلبوسي معركة رئاسة المجلس هذه المرة مرشحا عن تحالف "السيادة السني" الذي يضم كتلة "تقدم" التي يتزعمها وكتلة "عزم" بزعامة خميس الخنجر، وكان مدعوما من التيار الصدري والحزب الديمقراطي الكردستاني.


حقوق الطبع والنشر © Video IQ