العلماء يعثرون على النبات الأشد مرارة في الطبيعة

كاتب 5 9/04/2025 - 10:28 AM 140 مشاهدة
# #

أعلن فريق من العلماء في معهد لايبنيز لعلم أحياء النظم الغذائية في ألمانيا عن اكتشاف مادة كيميائية في أحد أنواع الفطر، وصفوها بأنها الأكثر مرارة التي تم تحديدها حتى الآن.

 
 يمثل هذا الاكتشاف إنجازًا هامًا قد يساهم في تعميق فهم الآليات التي يعتمدها اللسان البشري لإدراك الطعم المر.
 
وأوضح الباحثون في دراستهم المنشورة، أن مستقبلات التذوق المر تلعب دورا حيويا في نظام الإنذار البيولوجي لدى الإنسان، حيث تساعد في تجنب تناول المواد الضارة. ومع ذلك، لفتوا إلى أن ليس كل المركبات ذات الطعم المر سامة، بينما قد تفتقر بعض المواد السامة للغاية، مثل فطر "قبعة الموت"، إلى هذا الطعم المميز.
 
وتشير الدراسات السابقة إلى أن مستقبلات الطعم المر لا تقتصر على الفم، بل تتواجد أيضًا في أعضاء أخرى مثل المعدة والأمعاء والقلب والرئتين، الأمر الذي يثير تساؤلات حول وظائفها الفسيولوجية غير المتعلقة بالتذوق المباشر.
 
وفي سياق البحث عن مصادر جديدة للمركبات المرّة، تمكن علماء معهد لايبنيز من استخلاص ثلاثة مركبات من فطر "أماروبوستيا ستيبتيكا" غير السام، والمعروف بمذاقه المر الشديد. 
 
وقد أظهرت التحاليل التي أجريت على هذه المركبات وتفاعلها مع مستقبلات التذوق البشري أنها الأكثر مرارة التي تم اكتشافها حتى الآن.
 
باستخدام نماذج خلايا مخبرية، كشف الفريق عن أن هذه المركبات قادرة على تحفيز واحد على الأقل من حوالي 25 نوعًا من مستقبلات الطعم المر الموجودة في جسم الإنسان.
 
وقد لفت أحد المركبات المستخلصة، والذي أطلق عليه اسم "أوليغوبورين د"، الأنظار بشكل خاص لقدرته على تحفيز مستقبل الطعم المر TAS2R46 حتى عند أدنى التركيزات. ووفقًا للباحثين، فإن غرامًا واحدًا فقط من "أوليغوبورين د" يمكن أن يجعل ما يعادل "106 أحواض استحمام من الماء" مرًا للغاية.
 
وأكد العلماء أن "أوليغوبورين د" ينشط مستقبل TAS2R46 بتركيز أقل من الميكرومول، مما يجعله أحد أقوى المحفزات المعروفة للطعم المر حتى الآن.
 
وفي تعليقه على هذا الاكتشاف، قال الدكتور مايك بهرنس، الباحث المشارك في الدراسة: "كلما جمعنا المزيد من البيانات الموثوقة حول مختلف فئات المركبات المرّة، وأنواع مستقبلات التذوق ومتغيراتها، سنكون أكثر قدرة على تطوير نماذج تنبؤية لتحديد المركبات المرّة الجديدة والتنبؤ بتأثيراتها على مستقبلات التذوق."
 
وأضاف ،"تساهم نتائجنا في توسيع فهمنا لتنوع المركبات الجزيئية والطريقة التي تؤثر بها المركبات المرّة الطبيعية."
 
يُعد هذا الاكتشاف خطوة هامة في فهمنا المعقد لحاسة التذوق وآلياتها، وقد يفتح آفاقًا جديدة في مجالات مثل تطوير الأدوية واكتشاف المركبات الطبيعية ذات الخصائص الفريدة.

حقوق الطبع والنشر © Video IQ