تواصل الحكومة العراقية استعداداتها المكثفة لاستضافة القمة العربية الرابعة والثلاثين، المقررة في 17 أيار 2025 في العاصمة بغداد، وسط جهود حكومية ودبلوماسية تهدف إلى إنجاح الحدث العربي الأبرز، وتهيئة البيئة السياسية واللوجستية المناسبة لبحث قضايا المنطقة وتعزيز التضامن العربي في مواجهة التحديات المشتركة.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن التحضيرات انطلقت منذ عدة أشهر، وشملت تجهيز أماكن استضافة القادة والوفود، وتأهيل قاعة المؤتمر، فضلا عن إرسال مبعوثين رسميين إلى العواصم العربية لاطلاع القادة على أجندة القمة والملفات المطروحة للنقاش.
وأكدت المصادر، أن وفدا من الجامعة العربية برئاسة مساعد الأمين العام، حسام زكي، زار بغداد مؤخرا واطلع على الاستعدادات الجارية، معربا عن ارتياحه للإجراءات المتخذة من قبل الجانب العراقي، فيما استبعدت المصادر تسجيل اعتذارات عن الحضور من قبل الزعماء العرب.
وفي السياق ذاته، أشار الباحث في الشأن السياسي، حيدر الياسري، إلى أن من بين أبرز التحديات التي تواجه القمة مسألة مشاركة الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، مؤكدا أن "دعوة الشرع تحمل طابعا بروتوكوليا ولا ترتبط بالتجاذبات الأمنية بين بغداد ودمشق خلال الفترات الماضية".
وأوضح الياسري أن الخلافات الإقليمية، خاصة فيما يتعلق بالموقف من إيران والصراع مع الولايات المتحدة، قد تحدث تباينا في مستوى التمثيل لبعض الدول الخليجية، مرجحا أن "تتجه بعض العواصم الخليجية إلى تخفيض تمثيلها الدبلوماسي لتفادي ما قد يفهم كدعم غير مباشر لطهران، خاصة وأن القمة تنعقد في العراق".
ودعا الياسري الجهات المنظمة إلى التركيز على الجوانب الفنية والتنظيمية والإعلامية، وتوفير حضور نوعي رفيع المستوى من قادة الدول، مع تسليط الضوء على الملفات المحورية، ومنها الملف النووي، واستقرار المنطقة، ورفض تهجير الفلسطينيين، والتأكيد على سيادة لبنان وسوريا في المناطق المحتلة.
وكان وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين، قد صرح في مقابلة مع قناة فرانس 24 خلال شهر شباط الماضي، بأن "العراق سيوجه الدعوة إلى جميع قادة الدول العربية، بمن فيهم الرئيس السوري أحمد الشرع، لحضور قمة بغداد".
من جانبه، أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أن بغداد ستكون منبرا لتعزيز التعاون العربي ومواجهة التحديات، مؤكدا التزام العراق بإنجاح القمة العربية المقبلة، التي منحتها الجامعة العربية لبغداد بعد تنازل سوريا عن استضافتها خلال قمة الرياض في 2023.