أكد المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، السيد علي الخامنئي، اليوم الأربعاء، على الدور المحوري الذي أدته الحوزات العلمية وعلماء الدين في قيادة الحركات الإصلاحية والثورية في إيران والعراق خلال المئة والخمسين سنة الماضية.
وقال السيد الخامنئي، في تدوينة على منصة "إكس" وتابعتها وكالة فيديو الإخبارية، إن "لا شكّ في أنّه لا يمكن العثور على أيّ حركة إصلاحية أو ثورية في إيران أو العراق في المئة والخمسين سنة الماضية، لم يقدها علماء الدين، أو لم يحضروا في خطوطها الأماميّة، وفي ذلك دلالة مهمّة على طبيعة الحوزات العلمية".
وأضاف أن "نشاط المراجع العظام في قضية فلسطين يُعدّ من الفصول المشرّفة للحوزات العلمية؛ فقد كانت رسائلهم وبياناتهم في هذا الشأن من أكثر الوثائق التاريخية قيمةً".
وأشار السيد الخامنئي إلى "الدور المنقطع النظير لحوزة قم، ومن ثمّ سائر الحوزات العلميّة في إيران، في إحداث النهضة الإسلاميّة وإطلاق الثورة الإسلامية وتوجيه الرأي العام وجذب عامّة الناس إلى الميدان، وهو ما يُعدّ من أبرز الدلالات على الهويّة الجهاديّة للحوزات العلميّة".
كما نقل السيد الخامنئي عن السيد الراحل روح الله الخميني وصفه لعلماء الحوزة بـ"روّاد الشهادة في جميع الثورات الشعبية والإسلامية"، مؤكدًا أن "طريق الشهداء وعملهم يُعدّ مصداقًا لبلوغ حقيقة التفقّه".
ولفت إلى أن "الإمام الخميني علق معظم آماله في مستقبل الحوزة على الطلاب والفضلاء الذين دفعتهم هواجس النهضة والكفاح والثورة إلى التحرّك، وعبّر عن عتبه على الذين يكتفون بكتبهم ودراستهم".
وختم السيد الخامنئي بالإشارة إلى "تحذير الإمام الخميني من أن تيار التحجّر المتظاهر بالتقدّس قد يُصيب الحوزة بوساوس فصل الدين عن السياسة والأنشطة الاجتماعية، ويحول دون تقدّمها في المسار الصحيح".