Weather Data Source: 30 days weather Baghdad
بغداد
عاجل

رواية تفتح آفاقاً جديدة عن إرهاصات عاشها المجتمع العراقي "أميركية في الشماعية"

#
کاتب ١    -      13 مشاهدة
12/12/2025 | 01:54 PM

وسط أجواء من البهجة، وقّع الكاتب والصحفي علي جاسم السواد روايته الجديدة «أميركية في الشماعية»، الصادرة عن دار سطور، في حفل توقيع شهد حضور عدد من الأصدقاء والقرّاء والمتابعين، داخل معرض العراق الدولي للكتاب، وتحول إلى مساحة للحديث عن الرواية وما تطرحه من أسئلة عن المجتمع العراقي، وما عاشه خلال العقود الأخيرة.

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام 

 
وقال الكاتب علي جاسم السوّاد لوكالة فيديو الاخبارية إن "الرواية ترصد ما مرّ به المجتمع العراقي من إرهاصات وتحولات، من عهد الديكتاتورية إلى اللحظة الراهنة، عبر زاوية غير مألوفة؛ هي زاوية المجانين ونزلاء مستشفى الأمراض النفسية (الشماعية)"، لافتاً الى أن "الرواية تتناول حكاية فتاة أميركية الأصل، أمّها عراقية وأبوها أمريكي، تربّت في طفولتها على حكايات وأساطير "ألف ليلة وليلة" و"كلكامش" التي كانت ترويها لها الأم، ثم تودع الحياة الأم وهي في التاسعة من عمرها لتكبر الفتاة وتدرس علم النفس، وتعمل على معالجة الجنود العائدين من العراق، لتسمع منهم قصصاً مختلفة عمّا تربّت عليه في بيتها، فتدخل في اضطراب فكري وتساؤل: هل كانت أمّها تنسج خيالًا، أم أن وراء تلك القصص حقيقة أخرى؟ عند هذه النقطة تقرر الذهاب إلى العراق، بحثًا عن الحقيقة من خلال دراسة حالة (مجنون) عراقي ليصبح مدخلًا لفهم الحكاية العراقية من الداخل، ويتحول مستشفى الرشاد التعليمي للأمراض النفسية (الشماعية) الى مسرح مهم لأحداث الرواية".
من خلال هذا العالم، يحاول السواد أن يبيّن أنّ "المجتمع العراقي في جوهره مجتمع عاقل، وأنّ الخراب سببه الظروف التي مر بها وما ترتّب عليه من فوضى، وليس جنونًا أصيلًا في العراقيين أنفسهم.
ويرى السوّاد أنّ "الفرد العراقي يعيش حالة تطرف في الحب والكره معاً؛ الشخص الذي يتشاجر معه قبل لحظات هو نفسه الذي يصلح له سيارته بعد قليل، سلوك يبدو غير اعتيادي، غير أنّ عند السواد نوعاً من (الجنون النبيل) الذي يكشف عن طبيعة خاصّة في العلاقات الاجتماعية هنا". استغرقت كتابة الرواية عشر سنوات، يذكر السوّاد أنّه "كان يرى أنّ نجاحه كأديب ينبغي أن يلتقي مع ما حققه من حضور إعلامي، فآثر التريّث حتى يخرج العمل في صورته التي يريدها، وهو يتناول هكذا موضوع حساس يتعلق بمجتمعه الذي قد يراه البعض بأنه شعب مجنون فاقد للأهلية، بينما يراه السوّاد أنه شعب كريم ومعطاء، مؤكدًا أنّ جميع شخصيات الرواية متخيّلة، ولا تمت للواقع بأي صلة".


يتوقف السوّاد عند تجربة النشر، مشيراً إلى أنّ "دار سطور لها حضور واسع في عالم النشر، وأنه اختار التعاقد معها في مرحلة أولى على ألف نسخة، على أن تشارك الرواية في المعارض الداخلية والخارجية، وفي المسابقات الأدبية التي تتيح لها فرصة الوصول إلى قرّاء جدد".
أما عن مشاعره في حفل التوقيع، فيصف لحظات التوقيع بأنها أقرب إلى مشاعر من يستعد للزواج، مع انتظار قلق لليوم التالي، اليوم، كما يقول، يشعر بأنه يملك الدنيا، خاصة بعد حضور والدته إلى حفل التوقيع. ويستحضر غياب والده الذي توفى قبل أن يرى هذا المشهد، ويعتبر أن أعظم ما حدث له في هذا اليوم هو أن يقدّم ثمرة تعبه إلى أمه، وأن يراها تراه بعين مختلفة، وهو يضع بين يديها كتابه الجديد؛ لحظة يصفها بأنها قمّة سعادته، وذروة ما حصد من سنوات العمل على هذه الرواية.