مجاعة غزة وصمت العرب

کاتب ١ 3/05/2025 - 03:18 PM 26 مشاهدة
# #

 مجاعة انسانية تفتك بسكان غزة  وسط انقاط تام للتيار الكهربانئي ونعدام الوقود  فبات من العسير حصول سكان قطاع غزة بشكل عام على وجبة ساخنة، لكن الجائعين في الجنوب يوشك ألا تصل إليهم وجبة طعام إلا على ظهر دابة أو فوق عربة يجرها حمار.
وجبة اليوم هي الكُشري، المُكون من العدس والأرز وصلصة طماطم لذيذة، تُطهى في أوانٍ ضخمة في أحد مطبخين تديرهما المعونة الأمريكية للاجئين في الشرق الأدنى (أنيرا)، وهي منظمة إنسانية مقرّها الولايات المتحدة.
يقول سامي مطر، قائد فريق أنيرا: "يعتمد الناس على وجباتنا؛ فليس لديهم مصدر دخل لشراء ما تبقى في الأسواق المحلية، والعديد من الأطعمة غير متوافر".
 في الثاني من مارس/آذار الماضي، أغلقت إسرائيل جميع المعابر المؤدية إلى غزة، مانعةً دخول جميع البضائع، وعلى رأسها الغذاء والوقود والأدوية. وبعد أسبوعين، استأنفت هجومها العسكري، منهيةً بذلك هدنة استمرت لشهرين مع حركة حماس، قائلة إن هذه الخطوات تهدف إلى الضغط على الحركة الفلسطينية لإطلاق سراح الرهائن الذين لا تزال تحتجزهم حركة حماس بسبب انسحاب الاسرائيليين من مفاوضات الهدنه وتزمت رئسي الوزاء الاسرائلي بالحلول العسكرية 
ومؤخراً، أعلن كلٌّ من برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، ووكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) استنفاد جميع مخزوناتهما من المساعدات الغذائية بسبب الحصار الاسرائلي 
رغم بعض الضغوط دولية  على إسرائيل لرفع حصارها، مع تحذيرات من مجاعة جماعية وشيكة، ومن أن تجويع المدنيين عمداً يُعد جريمة حرب.
وحذر توم فليتشر، منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، يوم الخميس، قائلاً: "لا ينبغي أبداً أن تكون المساعدات، وأرواح المدنيين التي تنقذها، ورقة مساومة".
وأضاف أن منع المساعدات "يُجوّع المدنيين، ويحرمهم من أبسط الدعم الطبي الأساسي، ويسلبهم كرامتهم وأملهم، ويفرض عليهم عقاباً جماعياً قاسياً. إن منع المساعدات يُفضي إلى القتل  يعتمد مئات آلاف الفلسطينيين على المطابخ العامة من أجل البقاء
يعتمد مئات الآلاف من سكان غزة على عشرات المطابخ الخيرية القليلة المتبقية لتأمين قوت يومهم. والمطبخ الذي تديره مؤسسة (أنيرا) في خان يونس يُطعم نحو 6000 فلسطيني يومياً.
وأضاف مطر أنه إذا لم ترفع إسرائيل حصارها على غزة - وهو الأطول على الإطلاق - فإن المطابخ التي تعد طوق النجاة الأخير للكثيرين من سكان القطاع المنكوب، لن تجد ما توزعه قريباً؛ فقد نفدت تقريباً جميع المواد الغذائية المخزنة خلال وقف إطلاق النار في بداية هذا العام. وفي الوقت الذي يزداد فيه الضغط الدولي على إسرائيل لرفع حصارها، قالت الأمم المتحدة إن على إسرائيل التزاماً واضحاً بموجب القانون الدولي، بصفتها قوة احتلال، بالسماح بوصول المساعدات إلى سكان غزة وتسهيل توزيعها.
وفي يوم الجمعة الماضي، صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضرورة "أن نكون لطفاء مع غزة"، وحثه على السماح بدخول المزيد من الغذاء والدواء إلى القطاع.
حتى الآن لم يصدر أي رد رسمي على ذلك، لكن في وقت سابق من الأسبوع، رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية انتقادات المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا، التي وصفت الحصار في بيان مشترك بأنه "لا يُطاق"، وأصرّت الدول الثلاث على "ضرورة إنهاء هذا الحصار".
وأعلنت الوزارة أن أكثر من 25 ألف شاحنة تحمل ما يقرب من 450 ألف طن من البضائع دخلت غزة خلال وقف إطلاق النار.
وأضافت: "تراقب إسرائيل الوضع على الأرض، ولا يوجد نقص في المساعدات".
وأشار مسؤولون إسرائيليون إلى أنهم يعتزمون إصلاح نظام توزيع المساعدات بشكل شامل.
في الوقت الحالي، تتراكم الإمدادات على معابر غزة الحدودية في انتظار السماح بدخولها. أما داخل القطاع، فيُقنّن عمال الإغاثة استهلاك ما تبقى من مخزونهم في حرص شديد.
وفي مخيم المواصي، تجمّع الأطفال بفرح حول سامي مطر وموظفي (أنيرا) خلال توزيع آخر وجبات الطعام لهذا اليوم.
جدير بالذكر أن الكثيرين هناك يعانون من نحافة شديدة، وهناك تحذيرات جديدة من سوء التغذية الحاد في غزة، خاصة بين الشباب.

حقوق الطبع والنشر © Video IQ