يبدو ان اسرائيل بدأت تستغيث بعد الضربة
الصاروخية الإيرانية التي أصابت معظم أهدافها فجر البارحة والتي من اهمها مركز القيادة العسكرية المتاخم لمستشفى
سوروكا بمدينة بئر السبع ، وعدداً من المواقع التيّ طوقتها القوات الإسرائيلية
لمنع تصويرها أو مشاهدتها ، وفرضت حظراً مشدداً على تداول أيّ معلومات حولها ..
فقد أطلقت إيران عصر البارحة صاروخاً متعدد
الرؤوس الحربية لأول مرة ، وقادر على المناورة ، بما يجعل إسقاطه شبه مستحيل ،
خاصة فيّ ظل إعلان عدد من الصحف والوكالات الأمريكية عن نضوب مخزون إسرائيل من
الصواريخ الإعتراضية ، ما يجعل الأهداف الإسرائيلية مكشوفة أمام الصواريخ وحتى
المسيرات الإيرانية ، وإستغاثت بأمريكا للتدخل لإنقاذها ..
لكن السؤال المهم جداً هل ان أمريكا لم تكن قد
تدخلت فيّ الحرب ضد إيران بالفعل ؟ ..
الجواب ان امريكا أرسلت أحدث طائراتها بكامل
تجهيزاتها ، منها إف ٣٥ الشبحية ، وقدمت الدعم اللوجستيّ بتزويد الطائرات بالوقود
فيّ الجو من قاعدة خليجية ، ووجهتها إلى أهدافها بالأقمار الصناعية ، وتصدت
للصواريخ والمسيرات الإيرانية ، وزودتها بأحدث الذخائر وأكثرها دقة وقوة ، وكل شيء
تقريباً عدا إعلان الحرب على إيران ، فماذا سيفيد إسرائيل من تدخل أمريكيّ معلن ؟
..
لذلك فان القواعد الأمريكية فيّ دول الخليج
القريبة ستكون أهدافاً سهلة ، وستخرج القوات الأمريكية من العراق وربما من سوريا
أيضاً ، وستكون حاملات الطائرات الأمريكية فيّ مرمى صواريخ سجيل وخيبر الفرط صوتية
، ما سيسبب كارثة لأمريكا ..
وبخصوص اهم المواقع النووية الايرانية "بوردو"
فليس من السهل أن تدمر أمريكا هذا الموقع لأنه تحت جبال جرانيت صلبة وعلى أعماق
كبيرة ، ومصمم بشكل زجزاجيّ ، حتى لو أصيب ستكون الإصابة محدودة ..
اضافة الى ذلك هناك أنباء عن خروج منظومات دفاع
جويّ إيرانية كانت مخبأة فيّ الجبال ، ووصول أخرى من روسيا وباكستان والصين ،
وصواريخ ووقود صلب من كوريا الشمالية ، أيّ أن الحرب العالمية ستدخل مرحلة الصدام
المباشر فيّ حال تدخل أمريكا ، وهو ما يجعلها مترددة بين خيارين كلاهما صعب .