عمليات شراء عائلة برزاني شملت قصرًا فخمًا مكوّنًا من ست غرف نوم وعدة شقق قرب العاصمة الأميركية واشنطن دي سي، إضافة إلى مبانٍ تضم مقاهي ومطاعم في فلوريدا وتكساس وكاليفورنيا.
تمت عمليات الشراء عبر شركات أوفشور (خارجية) سُمّيت على أسماء شخصيات من أفلام “قراصنة الكاريبي” (Pirates of the Caribbean).

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام  

أكثر من 10 ملايين دولار من الأموال المستخدمة في هذه المشتريات جاءت من شركة Golden Eagle Global (GEG)، وهي مجموعة كردية عراقية ضخمة تُظهر الوثائق المسربة أنها كانت تحت سيطرة مصطفى برزاني، أصغر الإخوة.
وفي إقليم كردستان، تظهر الوثائق أن Golden Eagle كانت تعمل كوسيط للشركات الأجنبية الساعية للحصول على تسهيلات من الحكومة المحلية، كما وقّعت عقودًا مع الجيش الأميركي.

أما مبلغ 18 مليون دولار إضافي فقد جاء من مجموعة Ster Group، وهي تكتل اقتصادي آخر تصفه الوثائق المسربة بأنه تحت سيطرة مسرور برزاني، رئيس وزراء الإقليم حاليًا.
وقد قال محامو مسرور برزاني إنه “ينفي بشدة أي مخالفات”، مشيرين إلى إجراءات مكافحة الفساد التي أعلن عنها في إقليم كردستان العراق.



ثروة العائلة واستثماراتها

الوثائق تُظهر أن شركة Golden Eagle Global استخدمت أيضًا في شراء خيول عربية أصيلة في الولايات المتحدة. زوجة مصطفى برزاني، كاتيا فريكار، تحدثت في رسائل بريدية عن شراء الخيول بمساعدة محامي العائلة جوناثون مور في ولاية ديلاوير، الذي نصح باستخدام شركات وهمية لضمان السرية.

الوثائق المسرّبة التي فحصها صحفيو OCCRP ومشروع المساءلة الحكومية (Government Accountability Project) تكشف أن عائلة برزاني أنفقت ملايين الدولارات من أموال شركتي GEG وSter Group على مشتريات شخصية، منها سيارات فيراري وساعات فاخرة بقيمة 50 ألف دولار، إلى جانب مجوهرات وإنفاق في باريس وزيورخ ودبي.

بين عامي 2005 و2019، اشترت شركات تابعة للإخوة الخمسة 31 عقارًا في الولايات المتحدة — بما في ذلك قصور وعقارات تجارية — تبلغ قيمتها الإجمالية أكثر من 100 مليون دولار.
وتُظهر سجلات التسريبات أن ما لا يقل عن 29 مليون دولار من هذه الأموال جاءت من GEG وSter Group.



تضارب مصالح محتمل

يرى خبراء في مكافحة الفساد أن هذه المعلومات تُظهر خلطًا بين المال العام والمصالح الخاصة، وهو ما يمثل تضاربًا في المصالح.
فالقانون العراقي يُلزم المسؤولين بالإفصاح عن ممتلكاتهم وأي تضارب محتمل، لكن في الواقع لا تُطبَّق هذه القوانين بصرامة.

قالت الباحثة جودي فيتوري من جامعة جورجتاون إن تعاملات الإخوة “تُظهر التباسًا بين مناصبهم كموظفين حكوميين وثرواتهم الخاصة”.
وأضاف ستيوارت بوين، المفتش الأميركي العام السابق لإعادة إعمار العراق، أن هذا التفاوت صادم:

“متوسط دخل الفرد الكردي هو حوالي 500 دولار شهريًا فقط — أي نحو 6٪ من الدخل الأميركي الشهري — ومن الطبيعي أن يشعر المواطنون بالغضب من تحويل ملايين الدولارات إلى الولايات المتحدة.”



ردود الإخوة برزاني

محامو مسرور برزاني أكدوا أن “امتلاك عقارات في الخارج ليس أمرًا غير قانوني”، وأن من الطبيعي للأثرياء حماية خصوصيتهم.
أما باقي الإخوة — واسي، منصور، مصطفى، وموكسي — فلم يردّوا على طلبات التعليق من الصحفيين، كما لم ترد أيضًا شركات GEG وSter Group ولا حكومة الإقليم الكردي.

من بين الـ31 عقارًا التي اشترتها العائلة، تم بيع 13 عقارًا، بينما لا تزال 18 مملوكة للشركات التي اشترتها.
السجلات العامة في ولايتي ديلاوير وفيرجينيا لا تكشف ما إذا كانت العائلة لا تزال تسيطر على تلك الشركات.


خلفية سياسية

اسم برزاني مرادف للسلطة في كردستان العراق.
والد الإخوة، مسعود برزاني، هو رئيس الإقليم السابق وزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني (KDP)، وهو بدوره نجل الزعيم الكردي التاريخي ملا مصطفى برزاني.
بعد انتفاضة الأكراد في التسعينات وسقوط نظام صدام حسين عام 2003، أصبحت عائلة برزاني القوة المهيمنة في الإقليم، وحافظت على تحالف وثيق مع الولايات المتحدة.

اليوم، يشغل أبناء مسعود برزاني بمناصب حساس
•مسرور برزاني: رئيس وزراء الإقليم.
•واسي برزاني: مستشار لمجلس الأمن الكردي.
•منصور برزاني: قائد القوات الخاصة (البيشمركة).
•مصطفى برزاني: إداري في الحزب الحاكم.

الوثائق المسرّبة تشير أيضًا إلى أن جميع الإخوة الخمسة لديهم حق إقامة أو جنسية أو تأشيرات متعددة الدخول للولايات المتحدة.
وقد اشتروا أغلب عقاراتهم في مناطق راقية مثل ماكلين وغريت فولز في ولاية فيرجينيا، قرب مقر وكالة الاستخبارات المركزية (CIA).

من أبرز العقارات قصر Casa Divina الذي اشتراه مصطفى برزاني عام 2013 مقابل 5.6 ملايين دولار، وزُيّن بتحف ولوحات بقيمة 500 ألف دولار، وبيانو بـ 98 ألف دولار.
ثم باعه عام 2022 مقابل 6.25