قفزة تكنولوجية: أول عملية جراحية مستقلة 100% تنفذها آلة ذكية

كاتب 4 10/07/2025 - 10:02 PM 36 مشاهدة
# #

 في إنجاز علمي غير مسبوق، تمكن روبوت جراحي تابع لفريق بحثي من جامعة «جونز هوبكنز» الأميركية من إجراء عملية استئصال مرارة بدقة وصلت إلى 100%، ودون أي تدخل بشري مباشر.

ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام

هذه التجربة التي نُشرت تفاصيلها في دورية Science Robotics، تمثل نقطة تحوّل حاسمة نحو مستقبل تحلّ فيه الأنظمة الذكية محل الجراحين في غرف العمليات.
 
ووفقًا لما نقلته شبكة «سكاي»، فقد تم تنفيذ العملية على نموذج يحاكي جسم الإنسان، بعد تدريب الروبوت على تسجيلات مصورة لعمليات سابقة، ما مكّنه من اتخاذ قرارات آنية والتعامل مع مفاجآت محتملة داخل بيئة الجراحة المعقدة.
 
الدكتور أكسل كريغر، الأستاذ في قسم الهندسة الميكانيكية بالجامعة، صرّح بأن "ما تم تحقيقه يمثّل قفزة نوعية، إذ لم نعد نتحدث عن روبوتات تُنفّذ أوامر، بل عن أنظمة تفهم السياق الجراحي وتتفاعل معه".
 
وأضاف، "نقترب أكثر من بيئة طبية تستخدم آلات قادرة على اتخاذ قرارات دقيقة والتكيف مع المتغيرات تلقائياً".
 
العملية الجراحية نُفّذت عبر 17 خطوة دقيقة، تضمنت تحديد مواقع الشرايين والقنوات، وتركيب مشابك جراحية، واستئصال المرارة باستخدام أدوات دقيقة، حتى عندما تم إدخال صبغة غيّرت من شكل الأنسجة، حافظ الروبوت على أدائه الفائق دون ارتباك.
 
كما استجاب الجهاز لتعليمات صوتية مثل: "أمسك رأس المرارة" و"حرّك الذراع اليسرى قليلاً"، مستندًا إلى تقنيات تعلم آلي مماثلة لتلك المستخدمة في أنظمة الذكاء الاصطناعي الحديثة مثل ChatGPT. وهو ما أتاح له التعامل مع اختلافات التشريح بين النماذج وتصحيح الأخطاء ذاتيًا أثناء العملية.
 
ويشير الباحثون إلى أن هذا التطور يتجاوز محاولات سابقة، منها تجربة عام 2022 لجراحة أجراها روبوت على خنزير في بيئة خاضعة لرقابة صارمة، أما الآن، فالوضع أشبه بالانتقال من قيادة سيارة على طريق مستقيم إلى التجول في شوارع مزدحمة ومليئة بالتحديات.
 
من جانبها، دعت الدكتورة نهى ياسين، استشارية الجراحة الروبوتية وعضو مجلس الكلية الملكية للجراحين في إنجلترا، إلى التعامل بحذر مع هذا التقدم، مشددة على، أن "الاختبارات السريرية على البشر تبقى المعيار الحقيقي لقياس أمان وفعالية هذه الابتكارات، خاصة حين تتعلق بسلامة المرضى".
 
ورغم أن الروبوت استغرق وقتًا أطول من الجراح البشري، إلا أن جودة النتائج كانت موازية لما يمكن أن يقدمه طبيب متمرّس، بحسب الفريق البحثي الذي يعمل حاليًا على توسيع التجارب لتشمل عمليات أكثر تعقيدًا، في خطوة تمهد لمرحلة جديدة كليًا في تاريخ الطب الجراحي.

حقوق الطبع والنشر © Video IQ