أكد المحلل السياسي السوري، غسان يوسف، اليوم الخميس، أنّ "إسرائيل تسعى لإبقاء جنوب سوريا منطقة منزوعة السلاح لخدمة مشروعين استراتيجيين في آنٍ واحد".
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
وقال يوسف، في تصريح خاص لـ"وكالة فيديو الإخبارية"، إن "الهدف الأول يتمثل في منع تنفيذ أي عمليات مقاومة تنطلق من الأراضي السورية، وبالتالي ضمان أمنها من الجهة الشمالية، ومنع تواجد تنظيمات مقاومة كالفصائل الفلسطينية أو حزب الله أو غيرها من الحركات المحتملة مستقبلاً".
وأضاف أن "الهدف الثاني لإسرائيل هو إنشاء ما يسمى بممر (داوود)، وهو طريق بري وربما سكة حديد تربط بين الجولان المحتل، والسويداء، ودرعا، وصولاً إلى قاعدة التنف شمال شرقي سوريا، ما يُعد تمهيداً لمشروع إقليمي واسع يخدم مصالح تل أبيب".
وأشار يوسف إلى أن "جنوب سوريا يعتبر نقطة حساسة لإسرائيل، لا سيما مرتفعات جبل الشيخ، والتي تسعى لتكريس احتلالها لها، وتثبيت سيطرتها على الجولان، إضافة إلى إحكام مراقبتها العسكرية على كامل الجنوب السوري".
وبشأن اللقاء المرتقب بين وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني و وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر ، أوضح يوسف أن "الاجتماعات تجري بشكل مباشر أو غير مباشر عبر وساطات تركية وأردنية وسعودية وإماراتية، بتشجيع وضغط أمريكي، تهدف لدفع سوريا إلى الانضمام للاتفاقيات الإبراهيمية والتطبيع مع إسرائيل".
وأكد يوسف أن "هذه المحاولات لن تصل إلى نتيجة، لأن الحكومة السورية الحالية مؤقتة ولا تملك صلاحية توقيع اتفاقيات سلام، كما أن سوريا، على عكس الدول التي طبّعت، لا تزال تحتل أجزاء من أراضيها، ما يجعل التنازل عنها غير ممكن".
وختم يوسف بالقول إن "الظروف السياسية والجغرافية تجعل من أي اتفاقية تطبيع بين دمشق وتل أبيب أمراً مستبعداً في المرحلة الراهنة".