في إطار ما اعتبره جزءاً من “مخططات استهداف العراق وصناعة جيل ملغم، حذّر المختص بالتخطيط الاستراتيجي الأمني وسياسات الإعلام الرقمي، مصطفى الحديثي، من تنامي نشاط رقمي منظم تقوده الإمارات داخل العراق، تحت غطاء صفحات اجتماعية على رأسها صفحة “الإمارات تحب العراق”.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
وأوضح الحديثي أن محتوى هذه الصفحة يركز بشكل واضح على تسويق المواقف الإيجابية للإمارات تجاه العراق، بهدف “زرع الانطباع بدلاً من تقديم المعلومة”، ما يشكّل – بحسب وصفه – رصيداً ناعماً يمكن استثماره في لحظات سياسية أو أمنية مفصلية.
وأضاف أن هذا الجهد الرقمي لا يقتصر على الترويج الإعلامي، بل يسعى لبناء شبكة تأثير اجتماعي رقمية تستهدف الرأي العام العراقي، خصوصاً على منصات مثل فيسبوك، من خلال محتوى عاطفي وإنساني وثقافي مُصمم لكسب تعاطف الجماهير، واستخدامه لاحقاً كأداة ضغط غير مباشر على صانعي القرار.
وأشار الحديثي إلى أن الإمارات تستغل هذا النشاط في جمع بيانات دقيقة حول اتجاهات الرأي العام داخل العراق، والتعرف على المزاج العام للمستخدم العراقي، بما يسمح باستهداف شرائح معينة برسائل مصممة بعناية، أو توجيهها ضد جهات تعتبرها خصوماً سياسيين أو أيديولوجيين لها داخل البلاد.
واختتم قائلاً إن هذا النشاط ليس ترفيهاً رقمياً ولا ثقافة عابرة، بل يُعد جزءاً من نموذج حديث في استخدام أدوات النفوذ الناعم ضمن فضاء رقمي مفتوح ومعقد، مما يستوجب رقابة وطنية ويقظة استراتيجية مستمرة