أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم الجمعة، موجة من ردود الفعل العراقية المتباينة لكنها اتفقت على ضرورة حماية السيادة الوطنية.
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التليكرام
فقد تراوحت الرؤى بين اعتبار الخطاب "تعبيرًا عن خيبة أمل" إسرائيلية نتيجة الضربات التي تلقتها، وبين اعتباره تهديدًا مباشرًا وعلنيًا يهدف إلى زعزعة استقرار العراق ضمن مخطط إقليمي أوسع.
وأعلن العراق، على لسان وزير خارجيته فؤاد حسين، رفضه القاطع لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي هدد فيها باستهداف فصائل داخل الأراضي العراقية.
وأكد حسين، في مؤتمر صحفي بنيويورك، أن "تهديدات رئيس وزراء حكومة الكيان الصهيوني بشأن العراق غير مقبولة"، مشدداً على أن "الهجوم على أي عراقي هو هجوم على العراق".
خيبة أمل وفشلًا إسرائيليًا
على صعيد فصائل المقاومة، وصف حسين الموسوي، المتحدث باسم حركة النجباء، خطاب نتنياهو بأنه "غير موفق وفاشل"، معتبراً إياه محاولة لتصدير أزمة داخلية عبر الادعاء بـ "المظلومية" والتهديد بجر المنطقة إلى حرب أوسع.
وأكد الموسوي لوكالة فيديو الإخبارية أن مضمون الخطاب يؤكد "عجز إسرائيل الواضح" عن تحقيق أهدافها المعلنة، مشيراً إلى أن "الخروج الجماعي للحاضرين" من جلسة الأمم المتحدة أثناء الخطاب يمثل "رداً صريحاً على السياسات التدميرية والإرهابية" التي مارستها إسرائيل.
في المقابل، طالب الموسوي الحكومة العراقية، التي أثنى على موقفها الرافض للتهديدات على لسان وزير الخارجية فؤاد حسين، باتخاذ ردود "أفضل وأكبر" قادرة على "حماية العراق، أرضاً وسيادة وأجواء"، داعياً إلى وقوف "بحزم" أمام التهديدات الصريحة والعلنية.
تحليل أمني يستبعد ضربات وشيكة ويرجح دور واشنطن
من جانب آخر، استبعد المحلل والمستشار العسكري صفاء الأعسم إمكانية وقوع ضربات إسرائيلية وشيكة على البنى التحتية العراقية، مرجحاً أن تلعب الولايات المتحدة الأمريكية دوراً حيوياً في تهدئة الموقف ومنع أي تصعيد.
وأوضح الأعسم خلال حديثه لوكالة فيديو الإخبارية أن طبيعة الشراكة الاستراتيجية بين بغداد وواشنطن، والوجود العسكري والاقتصادي الأمريكي الكبير (من خلال أكثر من 13 مقرًا عسكريًا أمريكيًا كبيرًا وشركات طاقة عملاقة)، يفرض قيوداً على السماح بتدهور العلاقة بشكل حاد من خلال ضربات إسرائيلية.
وقال إن "العراق الآن فرصة لأمريكا داخل منطقة الشرق الأوسط الملتهبة".
كما أشار إلى أن فصائل المقاومة "تتعامل بشكل هادئ" وتلتزم بتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة.
ومع ذلك، حذر الأعسم من أن مصير التوترات ووقف التصعيد يظل مرهوناً بحل الملف النووي الإيراني. وخلص إلى أن عدم حل هذا الملف قد يؤدي إلى "ضربات تصل إلى إيران وتصل إلى كل محور المقاومة"، محولاً بذلك التهديد المباشر للعراق إلى نتيجة مرتبطة بتطورات الملف الإقليمي الأكبر.