زقورة عقرقوف.. من إهمال الماضي إلى آفاق المستقبل المأمول

في خطوة تهدف إلى وضع المعالم الأثرية العراقية في مكانها المستحق عالمياً، تتصاعد الدعوات المطالبة بتحرك فوري من الجهات المعنية لإنهاء حالة الإهمال التي يعيشها موقع زقورة عقرقوف التاريخي، الواقع غرب العاصمة بغداد، والذي يحتضن أطول زقورة في البلاد بارتفاع يصل إلى 57 متراً.

الموقع المنسي وتحدي عاصمة السياحة
على الرغم من اختيار بغداد كـ "عاصمة للسياحة العربية لعام 2025"، إلا أن حالة الإهمال الواضحة لمواقع مثل زقورة عقرقوف، التي يقدَّر عمرها بـ 3500 سنة، تشير إلى أن تفعيل هذا اللقب لا يمكن أن يقتصر على التصريحات الإعلامية. فالموقع حالياً لا يعكس أهميته التاريخية والتصميمة الفريدة، مما يعيق استعداده لاستقبال أهالي بغداد والزوار من جميع أنحاء العراق والعالم.

وشددت هذه الدعوات على أن التخطيط لعام 2025 يتطلب رؤية واضحة وخطوات عملية ملموسة على أرض الواقع، تبدأ بتأهيل المواقع الأثرية المهملة.

خطة عمل مقترحة لتأهيل الزقورة

لإخراج زقورة عقرقوف من دائرة الإهمال وجعلها معلماً سياحياً عالمياً، تم تقديم خطة عمل شاملة تتضمن النقاط التالية:

* العمل على إدراج زقورة عقرقوف في قائمة التراث العالمي لليونسكو.

* إنارة الزقورة بأسلوب معماري صحيح يبرز جمالها، لتصبح شاخصة ومهيأة لاستقبال الزوار في كل الأوقات.

* إنشاء مدخل نظامي وموقف سيارات يليق بالموقع، يتضمن غرفة استراحة ودورات مياه وكافيتريا.

* توفير مناطق استراحة خارجية ذكية، تتضمن جلسات خشبية قابلة للنقل ومظلات متحركة، لتجنب حفر أرض الموقع الأثري وتثبيت منشآت دائمة.

* إنشاء مركز زوار يضم متحفاً مصغراً يحكي تاريخ الموقع، بالإضافة إلى متجر لبيع التذكارات والنماذج الفنية التي تحتفي بتاريخ عقرقوف.

* تفعيل موقع رسمي وحسابات على شبكات التواصل الاجتماعي للترويج للموقع ونشر مواعيد الدخول والفعاليات.

* تفعيل الحجز الإلكتروني لتذاكر الدخول وخدمات طلب المرشد السياحي الخاص للمجموعات.

* العمل على فتح الموقع بمواعيد مناسبة للزيارة، خصوصاً في أيام العطل، مع توفير كادر متخصص وإشراك الطاقات الشبابية المتخصصة في مهارات التواصل باللغتين العربية والأجنبية.

* تأهيل وإنارة الطريق المؤدي للزقورة ووضع لوحات إرشادية واضحة.

دعوة لصناع القرار والمواطنين

وتختتم الدعوات بالتأكيد على أن بغداد بحاجة ماسة إلى صناع قرار يعملون بجد لخدمتها والارتقاء بواقعها، وإلى مواطنين واعين بدورهم في دعم هذا التحول. كما طالبت بضرورة التعاون مع المنصات والشخصيات المؤثرة العالمية المتخصصة بالسياحة لتنظيم فعاليات ومهرجانات تحكي قصة الموقع للجمهور، وتحقق نقلة نوعية في المشهد السياحي للبلاد.